شكل الدراما في رمضان

Posted by الشاعرة on 2:21 ص

دراما رمضان، دراما البوتوكس والسليكون

من الصعب الآن على مخرج المسلسل العربي أن يجد ممثلة تصلح لدور الجدة أو الأم البائسة، فكلهن يصلحهن فقط لأدوار العجوز المتصابية الغنية، كلهن نازك السلحدار.

بقلم: جمال الدين بوزيان تحولت العروض التلفزيونية الرمضانية إلى فرض من فروض شهر رمضان المبارك على الفضائيات العربية، لا يمكن اكتمال مائدة الفرجة من دونها، مسلسلات وبرامج مسابقات وترفيه، وكاميرا خفية، ومقابلات مع الفنانين والمشاهير.

وبما أن الدراما التلفزيونية هي الوجبة الرئيسية التي يتنافس عليها المنتجون ويتسابق إليها الممثلون والمخرجون، ويتزاحم على متابعتها المشاهدون، وجب عليّ أن أكتب هذا المقال، بسبب التخمة التي أصابتني من فرط مشاهدة الوجوه المنتفخة والأنوف المقطوعة والشفاه المقلوبة.
تأذى بصري في اليوم الأول من رمضان بسبب مناظر ممثلات الدراما العربية الأشبه بمخلوقات الفضاء، وبعضهن أقرب إلى الرجال المتحولين والمتشبهين بالنساء.
لما تتابع إحداهن بواحد من الأعمال الدرامية الرمضانية تحتار وأنت أمام مخلوق غريب يظن نفسه أثنى أو امرأة حسناء، أو ربما هكذا كذبوا عليها وأوهموها بأنها جميلة، لا تعرف إن كانت تبكي أو تضحك، وتحتار في معرفة طبيعة الموقف الذي كلفها المخرج بتمثيله، أو ماذا كتب بالسيناريو الأصلي للمسلسل، هل هي لقطة حزينة أو سعيدة؟
مشاعر فنانات البوتوكس أصبحت متشابهة ومبهمة ومختلطة، غير معبرة أو تعبر دائما عن الموقف الخطأ أو العكسي للموقف المراد تقديمه.
جباه مشدودة وحواجب معقوفة وعيون مفتوحة بطريقة مرضية لا حياة فيها، تلك ملامح الممثلة العربية الحالية والتي يقال لها نجمة الدراما وتخصص لها الصحف والمجلات ومواقع النت لمدحها والتغزل في جمالها النادر.
كلهن بشفاه إفريقية غليظة كانت من قبل تجلب السخرية العنصرية لمن خلقها الله على ذلك الشكل، وأصبحت الآن هي موضة العصر وهي شفاه فتاة الألفية الثالثة.
الأنف مزيج من أنف الخنزير والفأر، أو بعبارة أقل قسوة، ربما يشبه أنف الأرنب وباقي القوارض.
من الصعب الآن على مخرج المسلسل العربي أن يجد ممثلة تصلح لدور الجدة أو الأم البائسة والتي يبدو عليها الفقر وآثار الزمن القاسي، كلهن يصلحهن فقط لأدوار العجوز المتصابية الغنية، كلهن نازك السلحدار في ليالي الحلمية.
ربما الأفضل لنا لكي لا نؤدي بصرنا أكثر، التوجه نحو الأعمال الفنية التي يمثل فيها الأطفال الصغار، على الأقل لم يصل لهم مشرط الجراح وإبرة البوتوكس ولم تدخل أجسامهم مادة السليكون.

جمال الدين بوزيان
ناشط اجتماعي جزائري